الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.إعراب الآية رقم (10): {مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)}.الإعراب: (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كان) ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط، الفاء رابطة لجواب الشرط (للّه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ العزّة (جميعا) حال منصوبة من العزّة الثاني أي في الدنيا والآخرة (إليه) متعلّق ب (يصعد)، الواو عاطفة (العمل) مبتدأ مرفوع، وفاعل (يرفعه) ضمير يعود على لفظ الجلالة، وضمير الغائب يعود على العمل الواو عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب (السيّئات) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، أي يمكرون المكرات السيّئات (هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة يبور. جملة: (من كان...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (كان يريد...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من). وجملة: (يريد...) في محلّ نصب خبر كان. وجملة: (للّه العزّة...) لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: من كان يريد العزّة فليطلبها من عند اللّه. وجملة: (يصعد..) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (العمل الصالح يرفعه..) لا محلّ لها معطوفة على جملة يصعد. وجملة: (يرفعه...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (العمل). وجملة: (الذين يمكرون..) لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان.. وجملة: (يمكرون..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (لهم عذاب..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين). وجملة: (مكر أولئك..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (هو يبور..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (مكر). وجملة: (يبور) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو). البلاغة: المجاز المرسل: في قوله تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ). صعود الكلم إليه تعالى مجاز مرسل عن قبوله بعلاقة اللزوم، أو استعارة بتشبيه القبول بالصعود، ويجوز أن يجعل الكلم مجازا عما كتب فيه بعلاقة الحلول. .إعراب الآيات (11- 12): {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)}.الإعراب: الواو استئنافيّة (من تراب) متعلّق ب (خلقكم)، وكذلك (من نطفة) فهو معطوف على الأول (أزواجا) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (ما) نافية (أنثى) مجرور لفظا ومرفوع محلّا فاعل تحمل (إلّا) للحصر (بعلمه) متعلّق بحال من أنثى أي: إلّا متلبّسة بعلمه أو إلّا معلوما حملها له الواو عاطفة (ما) مثل الأولى (معمّر) مجرور لفظا مرفوع محلّا نائب الفاعل، ونائب الفاعل لفعل (ينقص) ضمير يعود على معمّر (من عمره) متعلّق ب (ينقص)، (إلّا في كتاب) مثل إلّا بعلمه، والحال من معمّر أو من عمر (على اللّه) متعلّق ب (يسير). جملة: (اللّه خلقكم..) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (خلقكم..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه). وجملة: (جعلكم..) في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقكم. وجملة: (تحمل من أنثى...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (تضع...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تحمل. وجملة: (يعمر من معمّر..) لا محلّ لها معطوفة على جملة تحمل أو على الاستئناف. وجملة: (ينقص...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعمّر. وجملة: (إنّ ذلك.. يسير) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة (12) الواو عاطفة في المواضع الستّة (ما) نافية (سائغ) خبر آخر مرفوع، (شرابه) فاعل لاسم الفاعل سائغ، (من كلّ) متعلّق ب (تأكلون)، (فيه) متعلّق بمواخر، اللام للتعليل (تبتغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من فضله) متعلّق ب (تبتغوا)... والمصدر المؤوّل (أن تبتغوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (مواخر). وجملة: (ما يستوي البحران...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (هذا عذب...) في محلّ نصب حال. وجملة: (هذا ملح...) في محلّ نصب معطوفة على جملة هذا عذب. وجملة: (تأكلون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يستوي... وجملة: (تستخرجون...) معطوفة على جملة تأكلون تأخذ إعرابها. وجملة: (تلبسونها..) في محلّ نصب نعت لحلية. وجملة: (ترى...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (تبتغوا..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: (لعلّكم تشكرون..) لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي لعلّكم ترزقون ولعلّكم تشكرون.. وجملة: (تشكرون..) في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (معمّر)، اسم مفعول من الرباعيّ عمّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين. البلاغة: 1- الكلام المتسامح فيه: في قوله تعالى: (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ). الإنسان إما معمر أي طويل العمر: أو منقوص العمر، أي قصير، فأما أن يتعاقب عليه التعمير وخلافه فمحال، ولذلك صح قوله: (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ)، فهذا من الكلام المتسامح فيه، ثقة في تأويله بأفهام السامعين، واتكالا على تسديدهم معناه بعقولهم، وأنه لا يلتبس عليهم إحالة الطول والقصر في عمر واحد، وعليه كلام الناس المستفيض. يقولون: لا يثيب اللّه عبدا ولا يعاقبه إلا بحق. وما تنعمت بلدا ولا اجتويته إلا قل فيه ثوائي، أي: كرهت المقام به. 2- التمثيل: في قوله تعالى: (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ). ويسميه بعضهم الاستعارة التمثيلية، وهو تركيب استعمل في غير موضعه، لعلاقة المشابهة، وليس فيه ذكر للمشبه ولا لأداة التشبيه. وهذا مثال يوضحه، وهو قولهم: (أنت تضرب في حديد بارد) فقد شبهت حال من يلح في الحصول على شيء يتعذر تحقيقه، بحال من يضرب حديدا باردا، بجامع أن كلّا منهما يكون عملا لا يرجى من ورائه أثر وليس في هذا التركيب ذكر للمشبه ولا لأداة التشبيه، فهو إذن استعارة تمثيلية، لأنه تركيب استعمل في غير ما وضع له، والمشابهة ظاهرة بين المعنيين المجازي والحقيقي. وهذا النوع يكثر في الأمثال السائرة النثرية والشعرية، كقولهم: (إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا) يضرب لمن يتطاول عليك، أو للقوي يقع فيمن هو أقوى منه وأعنف. والمخاطب لم يكن ريحا ولم يلاق إعصارا. .إعراب الآيات (13- 14): {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}.الإعراب: (في النهار) متعلّق ب (يولج)، وكذلك (في الليل)، وفاعل يولج في الموضعين، وفاعل (سخر) يعود على اللّه (لأجل) متعلّق ب (يجري)، والإشارة في (ذلكم) إلى المتّصف بالصفات السابقة، مبتدأ خبره الأول اللّه، وخبره الثاني ربّكم (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ الملك.. والجملة خبر ثالث الواو عاطفة (من دونه) حال من مفعول تدعون المقدّر (ما) نافية (قطمير) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به. جملة: (يولج الليل...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يولج النهار...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (سخّر...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (كلّ يجري..) في محلّ نصب حال من الشمس والقمر. وجملة: (يجري..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ). وجملة: (ذلكم اللّه...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (الذين تدعون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم اللّه. وجملة: (تدعون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (ما يملكون..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين). (14) (لا) نافية (يسمعوا) مضارع مجزوم جواب الشرط (لو) حرف شرط غير جازم (ما) نافية (لكم) متعلّق ب (استجابوا) (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يكفرون)، وكذلك (بشرككم)، الواو استئنافيّة (لا) نافية... وجملة: (تدعوهم...) لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: (لا يسمعوا...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. وجملة: (سمعوا...) لا محل لها معطوفة على جملة تدعوهم. وجملة: (ما استجابوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (يكفرون..) لا محلّ لها معطوفة على جملة تدعوهم. وجملة: (لا ينبّئك مثل خبير..) لا محلّ لها استئنافيّة.. الصرف: (قطمير)، اسم لما يغلّف نواة التمر من قشر.. أو هو شقّ النواة- وهو اختيار المبرّد- وزنه فعليل. الفوائد: من أنواع (لو): من أنواع (لو) ما لا يعقل فيه بين الجزأين ارتباط مناسب، وهو قسمان: 1- ما يراد فيه تقرير الجواب، وجد الشرط أو فقد، ولكنه مع فقده أولى. وذلك كالأثر عن عمر رضي اللّه عنه: (نعم العبد صهيب لو لم يخف اللّه لم يعصه) فإنه يدل على تقرير عدم العصيان على كل حال، وعلى أن انتفاء المعصية مع ثبوت الخوف أولى، وإنما لم تدل على انتفاء الجواب لأمرين: أحدهما: أن دلالتها على ذلك إنما هو من باب مفهوم المخالفة. وفي هذا الأثر دل مفهوم الموافقة على عدم المعصية، لأنه إذا انتفت المعصية عند عدم الخوف فعند الخوف أولى، وإذا تعارض هذان المفهومان قدم مفهوم الموافقة. الثاني: لما فقدت المناسبة انتفت العلّيّة، فلم يجعل عدم الخوف علة عدم المعصية، فعلمنا أن عدم المعصية، معلل بأمر آخر، وهو الحياء والإعظام، وذلك مستمر مع الخوف، فيكون عدم المعصية عند عدم الخوف مستندا إلى ذلك السبب وحده، وعند الخوف مستندا إليه فقط، أو إليه وإلى الخوف. وعلى ذلك تتخرج آية لقمان وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ لأن العقل يجزم بأن الكلمات إذا لم تنفد مع كثرة هذه الأمور فلأن لا تنفد مع قلتها أولى. وكذا في الآية التي نحن بصددها وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ لأن عدم الاستجابة عند عدم السماع أولى، وكذا وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا فإن التولي عند عدم الإسماع أولى. 2- أن يكون الجواب مقررا على كل حال، من غير تعرض لأولوية، نحو: (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ)، فهذا وأمثاله يعرف ثبوته بعلة أخرى مستمرة على التقديرين، والمقصود في هذا القسم تحقيق ثبوت الثاني، وأما الامتناع في الأول فإنه وإن كان حاصلا لكنه ليس المقصود. ويتضح من خلال ذلك فساد قول القائل بأن (لو) حرف امتناع لامتناع، وأن العبارة الجيدة قول سيبويه رحمه اللّه (حرف لما كان سيقع لوقوع غيره). |